الكارما.. احذر فقد تكون الضحية القادمة
كتبت: رانا رمضان
في الوقت الذي سمعت فيه “سارة” صوت تكسير قلبها الصغير أمام جبروت وتسلط الرجل الوحيد الذي أهدته قلبها بلا تردد شعرت فيه بارتياح غريب لا يتناسب مطلقاً مع الموقف المؤلم الذي تتعرض له في اللحظة الراهنة.
وفي قرارة نفسها كانت تعلم “سارة” أنها تُدين بذلك الوجع ل “إيهاب” الشخص الوحيد الذي أحبها بصدق والذي لم تبادله نفس الشعور، حيث تجلت صورة إيهاب أمامها والكسرة التي شاهدتها في عينيه أثناء رفضها له بمنتهى القسوة دون أن تبالي بمشاعره فضحت بمشاعره مقابل شعورها بالخلاص من تلك العلاقة.
وعلى الرغم من الألم الذي شعرت به من الرجل الذي وهبته قلبها إلا أنها شعرت بالشفقة عليه فقد أهدته أيضاً كارماتها كما أهداها إيهاب كارماته في ذلك الوقت.
قد تجد عزيزي القارئ تلك القصة مألوفة بالنسبة لديك فقد تكون حدثت مع صديق أو قريب أو معك أنت شخصياً ولكن هل فكرت في الوجه الآخر لتلك القصة.. “الكارما” الوحش الخامد الذي ينتظر اللحظة المناسبة ليلتهم ضحاياه.
والكارما لا ترتبط بالقصص العاطفية فقط فأي خطأ تفعله عن عمد مهما كانت مبرراتك سيتحول إلى لعنة تطاردك طوال حياتك مهما مر الزمن ستجدك تلك اللعنة في الوقت الذي تظن فيه أن حياتك قد استقامت وأنك ملكت العالم بيديك ستغتابك في أوج مجدك عندما يزيد ارتباطك بالإنجازات والمكاسب التي حصلت عليها لتترك حطامها في يدك وفي قلبك كندب لن يزول مهما بلغت من العمر.
قد تقرأ الآن تلك السطور وتظن أنك مُحصن فقلبك النقي البرئ لن يظلم أحداً مهما حدث ولكن عزيزي القارئ القدر يضعك أحياناً أمام اختبارات أقوى من قدرتك على التحمل فتجد نفسك أمام اختيار إما أن تكون ضحية أو جلاد إما نفسك وإما الآخرين وبشكل تلقائي ستقنع نفسك بأن ما تفعله دفاع عن النفس ولكن بمجرد وقوع الضرر على الطرف التاني فقد تحولت لضحية للكارما مهما حاولت أن تبرر ما فعلته.
وأحياناً تكون مظلوم ولكن التصرفات التي تفعلها لتُشفي غليل قلبك تحولك لظالم لأنك بمنهتى البساطة أثناء سعيك للانتقام وبسبب نيران الغضب التي أعمت عينيك تظلم أشخاص أبرياء بشكل غير مباشر فتتحول لظالم.
والآن عزيزي القارئ.. احذر فقد تكون الضحية القادمة للكارما.
قد يعجبك أيضاً
القهر العاطفي.. الصرخة المكتومة في قلوب النساء
وأيضاً
رائع
Karma is a bitch